‏إظهار الرسائل ذات التسميات لغة عربية. إظهار كافة الرسائل
‏إظهار الرسائل ذات التسميات لغة عربية. إظهار كافة الرسائل

الاثنين، 30 مايو 2011

رباعيات الخيام




رباعيات الخيام  
  قدمها ونشرها  احمد رامى        مع السيرة الذاتيه للشاعر
رباعيات الخيام
 سمــعت صـوتا هاتــفا فى السحـــر نادى من الغــــيب غفاة البشر
هبوا املأوا كــأس المــــنى قبل أن تملأ كأس العـــمر كف القدر
لا تشـــغل الـــــبال بماضى الزمان ولا بـــــآت العيش قبل الأوان
واغنم من الحـــــاضـــر لــــــــذاته فلـــيس فى طبع الليالى الأمان
غد بظـــهر الغـــيب والــــيوم لــى وكم يخيب الظـن فى المقــــبل
ولســــــت بالغافـــل حـــــتى أرى جمال دنـــــــياى ولا أجتـــــلى
القـــلب قـــد أضناه عشق الجــمال والصدر قد ضاق بما لا يقــال
يـــــارب هل يرضـــيك هذا الظما والماء يــــــنساب أمامى زلال
أولى بهذا القـــلب أن يخفــــــــــق وفى ضـــرام الحب أن يحرق
ما أضيع الـــيوم الذى مـــر بــــى من غير أن أهوى وأن أعـشق
أفـــق خفـــيف الــظل هذا السـحر نادى دع الـــــــنوم وناغ الوتر
فــــما أطـــال الـنوم عـــــمرا ولا قصر فى الأعمار طول السهر
فـــــكم تــوالى اللــــيل بعد النهـار وطال بالأنــــــــجم هذا المدار
فامش الهـــوينا ان هـــــــذا الثرى من أعين ساحـــــرة الإحورار
لا توحش النــــفس بخوف الظنون واغنم من الحاضر أمن اليقين
فقد تســـاوى فى الثرى راحل غدا وماض من الوف الســـــــنين
أطفىء لظى القلب بشهد الرضاب فإنما الايـــــــام مثل السحاب
وعــــيشنا طيف خيال فنل حظك مــــــنه قبل فوت الشــــــباب
لبست ثوب العيش لم استشـــــــر وحــــــرت فيه بين شتى الفكر
وسوف انــــضو الثوب عنى ولم ادرك لمــــــاذا جئت اين المفر
يا من يحـــــــار الفهم فى قدرتك وتطلب النفس حمى طاعـــتك
اســــكرنى الإثـــــــــــــم ولكننى صـــحوت بالآمال فى رحمتك
إن لم أكن اخلصـــت فى طاعتك فإننى أطمع فى رحمــــــــــتك
وانمــــــــــا يشـــــفع لى اننى قد عـــــشت لا أشرك فى وحدتك
تخفى عن الـــــناس سنى طلعتك وكل ما فى الـكون من صنعتك
فأنت محـــلاه وأنت الــــــــــذى تـــرى بديــع الصنع فى آيــتك
إن تفصل القطــــــرة من بحرها ففى مــــــــــــداه منتهى أمرها
تقاربت يارب ما بيننــــــــــــــــا مسافة البعد على قــــــــــدرها
ياعالم الأســـــــرار علم الـــيقين ياكاشف الضر عن البائسيــــن
ياقابل الأعـــــذار عدنا الى ظلك فاقـــــــبل توبـــــة التائبيــــــن
حياة الخيام
ولد غياث الدين أبو الفتح عمر بن إبراهيم الخيامي النيسابوري في 18 مايو 1048 في نيسابور بإيران ويعرف عموماً باسم عمر الخيام. ويوحي اسمه الذي يعني صانع الخيام، بأن صنعة أبيه كانت بيع الخيم. في نيسابور تلقى عمر الخيام تعليماً لابأس به في العلوم والفلسفة خصوصاً. ثم انتقل لاحقاً إلى بلخ وبعدها إلى سمرقند ليتابع فيها تعلمه الجبر. وفيها أنتج أيضاً عملاً مميزاً في هذا العلم.
وحظي عمر الخيام وهو يتقدم في حياته الأكاديمية باهتمام الحاكم السلجوقي سلطان مالك شاه الذي دعى هذا العالم الناشئ ليرأس مشروعه الفلكي الذي كان الهدف منه إعادة تنظيم التقويم. ولإنجاز هذه المهمة أشرف الخيام ومجموعة أخرى من الفلكيين على بناء مرصد فلكي في مدينة أصفهان.
غير أن سلطان مالك شاه توفي عام 1092 ليجد الخيام نفسه بدون داعم مباشر. وكان الوضع في ذلك الزمان يجعل من الصعب على أهل العلم، حتى لو كانوا بارعين مثل عمر الخيام، أن يتابعوا حياتهم العلمية إن لم يحظوا بمساعدة حاكم ما من حكام ذلك الزمان الكثر. وعن ذلك يقول عمر الخيام في أحد كتبه لم أستطيع أن أكرس نفسي لتعلم الجبر ومواصلة التركيز عليه بسبب العقبات التي ترميها أمامي تقلبات الزمان والتي أعاقتني عن ذلك؛ لقد حرمتنا من كل أهل العلم إلا مجموعة صغيرة العدد تعاني الكثير من المشكلات وكل همها في الحياة هو أن تقتنص الفرصة في غفوة من الزمان لتكرس نفسها للبحث وإكمال علم من العلوم؛ ذلك أن غالبية من يقلدون الفلاسفة يخلطون الحقيقة بالزيف؛ وهم لايفعلون شيئاً سوى الغش وادعاء العلم، كما أنهم لا يستخدمون مايعرفونه من علوم إلا لأغراض دنيئة ومادية؛ وإذا ما رأى هؤلاء إنساناً ما يسعى وراء الصحيح ويتحرى الحقيقة ويفعل ما بوسعه لدحض كل ما هو زائف وغير صحيح تاركاً النفاق والغش جانباً، فإنهم يسخرون منه.
بالنظر إلى هذه الظروف التي يتحدث عنها رأى أن ذلك هو الوقت المناسب للذهاب في الحج. وبعد عودته من الديار المقدسة أصبح عمر الخيام أستاذاً في نيسابور وعمل للبلاط من وقت لآخر حين يطلب منه الإشراف على بعض الأمور. كان عمر يتعلم ويعلم في الوقت نفسه علوماً من مثل الفلسفة والرياضيات والفلك والقانون والتاريخ والطب. ونال إعجاب زملائه وطلابه لخبراته الواسعة.
وعنه كتب أحد طلاب الفلسفة قائلاً إن عمر الخيام "...قد وهبه الله حدة الذهن وأعلى قدرات الطبيعة." كما كان عمر مولعاً جداً بالشعر وكرس بعضاً من وقته لكتابة القصائد. وبعض أعماله النثرية الباقية تتضمن أيضاً عدة مقتطفات عن علم ماوراء الطبيعة ومقالة عن إقليدس.
الخيام في أوروبا
بعد حوالي 700 عام من إنتاج الخيام لأعماله أصبح يكتسب الشهرة في أوروبا والغرب الذي دخلها من باب ترجمة فيتز جيرالد لديوان الرباعيات. والرباعيات تتكون من أربعة أبيات تكون قافية الثالث منها مختلفة عن الأبيات الأول والثاني والرابع التي تشترك بالقافية. فيما يلي مقطع من أشهر رباعيات الخيام التي ترجمها فيتز جيرالد:
سمعت صوتاً هاتفاً في السحر........ نادى من الغيب غفاة البشر
هبوا املأوا كاس المنى قبل............ أن يملأ كاس العمر كف القدر
لا تشغل البال بماضي الزمان.......... ولا بآتي العيش قبل الأوان
واغنم من الحاضر لذاته ...............فليس في طبع الليالي الأمان
غدٌ بظهر الغيب واليوم لي.......... وكم يخيب الظن بالمقبل
ولست بالغافل حتى أرى… .........جمال دنياي ولا أجتلي
القلب قد أضناه عشق الجمال........ والصدر قد ضاق بما لا يقال
يا رب هل يرضيك هذا الظمأ ........ والماء ينساب أمامي زلال
أولى بهذا القلب ان يخفقأ .............. وفي ضرام الحب أن يحرقا
ما أضيع اليوم الذي مر بي ............ من غير أن أهوى وأن اعشقا
كانت الرباعيات شائعة في ذلك الوقت في الأدب الفارسي. كما انتشر هذا النوع الأدبي الشعري إلى البلدان الأخرى الخاضعة للنفوذ الفارسي.
بعد ترجمة فيتز جيرالد، ترجمت رباعيات الخيام إلى معظم اللغات الأوروبية وكان لها أئرها في تشكيل النظرة الأوروبية للآداب والثقافة الفارسية والشرقية، رغم أنه تأثير غير واضح أحياناً. ومن الجدير بالذكر أن كل رباعية من رباعيات الخيام كانت قد كتبت منفردة وفي مناسبتها الخاصة لتكون قطقة بحد ذاتها. لكن فيتز جيرالد في ترجمته لها رأى أن يدمج رباعيات الخيام في قطعة واحدة وذلك بإيجاد علاقة بين كل رباعية وأخرى لإعطاء عمل متكامل مترابط مع بعضه.
بقراءة دقيقة لكل رباعية من رباعيات الخيام، يمكن للدارس أن يستخلص صورة عن عقلية هذا الشاعر. فعمر الخيام، كما يبدو من شعره، لابد وأنه كان إنساناً شغل تفكيره بالطبيعة الفانية للحياة وغياب الشعور بالأمان فيها وتعمق جداً في محاولة فهمها مثلما يتبين في الأبيات التالية.
لا توحش النفس بخوف الظنون ................ واغنم من الحاضر أمن اليقين
فقد تساوى في الثرى راحــل ................ غداً، وماض منذ ألوف السنين
ويبدو أنه لم يتوصل إلى حلول مرضية تخفف حيرته. وهذا ما دفعه إلى محاولته النأي بنفسه عن هذه الجوانب من الحياة والتركيز على الجوانب المادية الإيجابية والمبهجة فيها. غير أن الأشياء المتواضعة التي وجد المتعة فيها تشي بعدم عمق وحدة هاجسه بالمسائل الفلسفية الجوهرية: الحياة والموت والسعادة والإيمان وغيرها.
وتجدر الإشارة هنا إلى قدر من التساؤل ثار حول أصالة نسب الرباعيات إلى عمر الخيام. ويعود هذا في الوجه الأكبر منه إلى عدم وجود مصادر تاريخية معاصرة لعمر الخيام أشارت بأي شيء لبراعته الشعرية. ولم تظهر بعض الرباعيات المنسوبة إليه إلا بعد حوالي 200 عام على حياته. وما يزيد من التساؤل هو أن الرباعيات كأسلوب شعري كانت سهلة حينها على النظم والكثير منها ظهر في الشعر الفارسي في القرن الثالث عشر للميلاد وفي عدة حالات تجد الأبيات نفسها منسوبة لأكثر من شاعر. غير أن هذه الإفتراضات لا يمكن إثباتها لوجود نصوص تعود إلى القرن الثالث عشر، 250 منها على الأقل تم إثبات أنها رباعيات أصيلة نظمها عمر الخيام.
فن الاستعارة والخيام
الاستعارة هي تقنية لغوية تعني المقابلة بين شيئين مختلفين بالمقارنة بينهما. وبالتالي فإن الاستعارة شيء يختلف عن تقنية التشبيه، والبعض يخلط بينها أحياناً، لأن التشبيه يستخدم أدوات التشبيه من قبيل كلمة "مثل" أو حرف التشبيه "ك" لبناء هذه المقارنة. أما في الاستعارة فإن المقارنة لا تأتي بهذا الشكل المباشر.
ويمكن اعتبار الاستعارة الركيزة التي يبنى عليها الشعر. والخيام في شعره ينتج استعارات أصلية ببراعة باستخدام استعارات موجودة شائعة الاستخدام. وقوله: "أطفئ لظى القلب بشهد الرضاب – فإنما الأيام مثل السحاب" يشرح بجلاء هذه التقنية.
الرياضيات والخيام
استطاع عمر الخيام بأعماله أن يعزز ويطور الأعمال التي قدمها علماء مسلمون بارزون وخصوصاً البيروني وابن سينا في الرياضيات. إذ رغم كل الصعوبات التي واجهت عمله هذا، ألف الخيام عدداً من الكتب في الرياضيات، ومنها كتاب "مشكلات الحساب" الذي يجمع بين موضوعي الجبر والموسيقى إلى جانب أشهر كتبه في الرياضيات وهو "رسالة في شرح مشكلات الجبر". ومن بين اكتشافاته الأخرى التي قدمها في كتبه هذه، اكتشف الخيام طريقة عامة لتحديد جذر أي عدد مهما كبر. غير أن هذه الأعمال قد ضاعت وعرفنا طريقة تحديد الجذور وغيرها من الاكتشافات عبر مصادر غير مباشرة. وتضمن كتاب "الجبر" لعمر الخيام أول حل شامل للمعادلات الرياضية التكعيبية عبر استخدام طريقة القطع المخروطي. لكن هذه الاكتشافات المهمة جداً في عصره لم تجعل عمر الخيام يهجر التواضع والنظرة العميقة للأشياء حيث كان يقول دوماً إنه يأمل أن ينجح من يأتي بعده حيث فشل هو.
ورغم أن عمر الخيام في حياته وعالمه كان قد احتفي به باعتباره عالماً وباحثاً موهوباً وبارعاً، إلا أنه في العصور اللاحقة وفي الغرب كان يعرف أكثر باعتباره الشاعر الذي ترجم فيتزجيرالد رباعياته. غير أن عمر الخيام في كل العصور وحتى الآن يستحق منا أن نحتفظ له بمكانته كشاعر فلسفي عظيم وعالم رياضيات بارع.


تعلق قلبي

تعلق قلبي     امرؤ القيس
 تعلق قلبى      الأغنية     تغنيها   هيام يونس        
تعلق قلبى      الأغنية     يغنيها  طلال مداح 
   وتليها         القصيدة الأصلية
أولا  :  الأغنية  
تعلق قلبي طفلهً عربيًهً
تنعمُ في الديباج والحلي والحلل
لها مقله لو انها نظرت بها
إلى راهب قد صام لله وابتهل
لأصبح مفتوناً معنىً بحبًها
كأن لم يصم لله يوماً ولم يُصَل
ولي ولها في الناس قولُ وسُمعهُ
ولي ولها في كل ناحيهِ مثل
تعلق قلبي طفلة عربية
تنعم بديباج والحلي والحلل
ولالا إلا لأل لألأ لابس
ولالا إلا لألأ من رحل
وكافٌ وكفكافٌ وكفّي بكفّها
وكافٌ كَفوف الودْقِ من كفها انهمل
تعلق قلبي طفلة عربية
تنعم بديباج والحلي والحلل
حجازية العينين نجدية الحشى
عراقيّة الاَّطراف رومّية الكَفلْ
تِهاميّة الأبدانِ عبسيَّة اللَّمى
خزاعيةُ الأَسنانِ دُرية القُبَلْ
تعلق قلبي طفلة عربية
تنعم بديباج والحلي والحلل
ولا عبتُها الشَّطْرَنْجَ خيلي ترادفتْ
ورُخِّي عليها دار بالشاهِ بالعجل
وقد كان لعبي كل دست بقبلة
أقبل ثغرا كالهلال إذا أطل
فقبّلتها تسعاً وتسعين قبلةً
وواحدةً أخرا وكنت على عَجَلْ
تعلق قلبي طفلة عربية
تنعم بديباج والحلي والحلل
وعانقْتها حتى تقطَّع عقدُها
وحتى فصوص الطَّوْق من جيدها انفصلْ
ثانيا : القصيدة الأصلية 
لــمـــن طــلـــل بــيـــن الـجــديــة والـجــبــل  مـحــل قـديــم الـعـهـد طـالــت بــــه الـطـيــل
عــفــا غــيــر مــرتـــاد ومـــــر كـســرحــب  ومـنـخـفــض طــــــام تــنــكــر واضــمــحــل
وزالــت صــروف الـدهـر عـنــه فأصـبـحـت  عـلـى غـيـر سـكـان ومـــن سـكــن ارتـحــل
تــنــطـــح بـــالاطــــلال مـــنــــه مـجــلــجــلأ   حــــم إذا احـمـومــت سـحـائـبــه انـســجــل
بـــريـــح وبــــــرق لاح بـــيـــن ســحــائـــب  ورعــــد إذا مـــــا هـــــب هـاتــفــه هــطـــل
فـانـبـت فـيــه مـــن غـشـنــض وغـشـنــض  ورونـــــق رنــــــد والـصـلــنــدد والأســــــل
وفــيــه الـقـطــا والــبــوم وابــــن حـبـوكــل. وطــيـــر الـقــطــاط والـبـلـنــدد والــحــجــل
وعــنــثــلـــة والــخــيــثـــوان وبـــــرســـــل  وفــــــرخ فـــريـــق والــرفــلــة والـــرفــــل
وفـــيــــل واذيـــــــاب وابــــــــن خــــويــــدروغـنـسـلـة فـيـهــا الخـفـيـعـان قــــد نـــــزل
وهـــــــام وهــمــهـــام وطـــالــــع انـــجــــد  ومـنـحـبـك الـروقـيــن فــــي ســيــره مــيــل
فـلـمــا عــرفـــت الـــــدار بــعـــد تـوهــمــي  تكـفـكـف دمــعــي فــــوق خــــدي وانـهـمــل
فـقـلـت لـهــا يـــادار سـلـمـى ومــــا الــــذيت ـمــتــعــت لا بـــدلــــت يـــــــادار بــالــبـــدل
لـقــد طـــال مـــا اضـحـيـت قــفــرا ومـالـفــاومـنـتـظـرا لـلـحــي مــــن حــــل او رحـــــل
ومــــــأوى لأبـــكـــار حـــســـان اوانــــــس ورب فــتـــى كـالـلـيــث مـشـتــهــرا بـــطـــل
لـقـد كـنـت اسـبــي الـغـيـد أمـــرد نـــا شـئــا   ويسـبـيـنـنـي مــنــهــن بـــالـــدل والــمــقــل
لــيــالـــي أســـبــــي الـغــانــيــات بــجــمـــة مـعـثـكــلــة ســـــــوداء زيــنــهـــا رجـــــــل
كـــــأن قـطــيــر الــبـــان فـــــي عـنـكـاتـهــا عـلــى منـثـنـى والمنكـبـيـن عــطــى رطــــل
تــعـــلـــق قــلـــبـــي طــفـــلـــة عـــربـــيـــة تـنـعــم فــــي الـديـبــاج والـحـلــي والـحـلــل
لــهــا مـقـلــة لــــو انــهـــا نــظـــرت بــهـــا  إلــــى راهـــــب قـــــد صـــــام لله وابـتــهــل
لأصـــبــــح مـفــتــونــا مــعــنـــى بـحــبــهــا  كـــأن لـــم يــصــم لله يــومــا ولــــم يــصــل
ألا رب يـــــــوم قـــــــد لـــهــــوت بــدلــهـــا  إذا مــــا أبــوهــا لـيـلــة غــــاب أو غــفـــل
فـقــالــت لأتـــــراب لــهـــا قــــــد رمــيــتــه  فـكـيـف بــــه إن مــــات أو كــيــف يـحـتـبـل
أيـخـفـى لـنــا إن كـــان فـــي الـلـيـل دفــنــه   فـقـلـت وهـــل يـخـفــى الــهــلال إذا أفــــل؟
قـتـلـت الـفـتـى الـكـنـدي والـشـاعـر الــــذي  تـدانــت لـــه الأشــعــار طــــرا فــيــا لــعــل
لـمـه تقتـلـي المـشـهـور والـفــارس الـــذي  يـفـلــق هــامـــات الــرجـــال بـــــلا وجـــــل
ألا يـــا بـنــي كـنــدة اقـتـلـوا بـابــن عـمـكـم  وإلا فـــمــــا انـــتــــم قــبــيـــل ولا خـــــــول
قـتـيـل بـــوادي الـحــب مـــن غــيــر قــاتــل  ولا مــيـــت يـــعـــزى هـــنـــاك ولا زمــــــل
قـتــلــك الــتـــي هـــــام الـــفـــؤاد بـحـبــهــا. مـهـفـهـفــة بــيــضـــاء دريـــــــة الــقــبـــل
ولــي ولـهــا فـــي الـنــاس قـــول وسـمـعـة  ولــــي ولــهــا فــــي كــــل نـاحــيــة مــثـــل
كـــــأن عــلـــى أسـنـانـهــا بــعـــد هـجــعــة  سـفـرجـل أو تـفــاح فـــي الـقـنـد والـعـســل
رداح صـمــوت الـحـجـل تـمـشـي تـبـخـتـرا. وصـراخـة الحجلـيـن يصـرخـن فـــي زجـــل
غمـوض عضـوض الحجـل لـو أنهـا مـشـتبــــه    عــنــد  بــــاب السبسـبـيـيـن لانـفـصــل
فهي هي وهي هي  ثم هي هـي وهـي وهـي  منـى لـي   مــن الدنـيـا مــن الـنـاس بالجـمـل
ألا لآ لا إلا لـــــــــــــــــيء لا بــــــــــــــــــثو   لا لآ لا إلا لآلــــــــيء مـــــــــن رحـــــــــل
فكـم كـم وكــم كــم ثــم   كــم كــم وكــم   وكــم  قـطـعـت الـفـيـافـي والـمـهـامـة لــــم أمــــل
وكــــــاف وكــفــكــاف  وكـــفــــي بـكــفــهــا  وكــاف كـفـوف الــودق مــن كفـهـا انهـمـل
فــلــو لــــو ثــــم لــــو لــــو ولــــو ولـــــو .   دنـــا دار سـلـمـى كـنــت اول مــــن وصــــل
وعن عن وعن عن ثم  عن عن وعن وعنأ  سـائــل  عـنـهـا كـــل مـــن ســـار وارتـحــل
وفـي فـي وفـي فـي   ثـم فـي فـي وفـي وفــي  وفـــي   وجـنـتـي سـلـمـى أقــبــل لــــم أمــــل
وسل سل وسل سل  ثم سل سل  وسـل وسـلوســل    دار سـلـمـى  والـربــوع فـكــم أســـل
وشنـصـل وشنـصـل ثــم شنـصـل عشـنـصـل   عـلـى حاجـبـي سلـمـى يـزيـن مـــع الـمـقـل
حـجــازيــة الـعـيـنـيــن مــكــيــة الــحــشــى  عـراقــيــة الأطـــــراف رومــيـــة الــكــفــل
تـهـامــيــة الأبــــــدان عـبـســيــة الــلــمــى  خــزاعــيــة الأســـنـــان دريــــــة الــقــبـــل
وقـــلـــت لـــهـــا أي الـقــبــائــل تـنــســبــي  لعلـي بـيـن الـنـاس فــي الشـعـر كــي أســل
فــقـــالـــت أنـــــــــا كـــنـــديـــة عـــربـــيـــة  فـقـلـت لـهــا حــاشــا وكــــلا وهــــل وبــــل
فــقــالـــت أنــــــــا رومــــيــــة عــجــمــيــة  فقلـت لهـا ( ورخيـز بيـاخـوش ) مــن قــزل
فــلــمـــا تــلاقــيــنــا وجــــــــدت بــنــانــهــا  مـخـضـبـة تـحــكــي الـشــواعــل بـالـشـعــل
ولا عـبـتـهـا الـشـطـرنـج خـيـلــي تــرادفــت  ورخــــي عـلـيـهــا دار بـالــشــاه بـالـعـجــل
فـقـالــت ومـــــا هـــــذا شــطـــارة لاعـــــب  ولـكــن قـتــل الـشــاه بالـفـيـل هـــو الأجـــل
فنـاصـبـتـهـا مـنــصــوب بـالـفـيــل عــاجـــلا  مــن اثنـيـن فــي تـسـع بـسـرع فـلــم امـــل
وقــــد كــــان لـعـبــي كــــل دســــت بـقـبـلـة  أقـــبــــل ثـــغــــرا كــالــهـــلال إذا أهــــــــل
فـقـبـلـتـهــا تــســعـــا وتـســعــيــن قــبــلـــة  وواحــــدة أيــضــا وكــنــت عــلــى عــجـــل
وعـانـقـتـهــا حـــتــــى تــقــطـــع عــقــدهـــا  وحتى فصـوص الطـوق مـن جيدهـا انفصـل
كـــأن فــصــوص الــطــوق لــمــا تـنـاثــر تضـيــاء مصـابـيـح تـطـايـرن عــــن شــعــل
وآخـــــر قــولـــي مــثـــل مـــــا قــلـــت  أولالــمـــن طــلـــل بــيـــن الـجــديــة والـجــبــل

للمزيد  شاهد ايضا : 

إن العيون التي


إن العيون التي في طرفها حور

الفرزدق

يا أم عمرو جزاك الله مغفرة

ردي علي فؤادي مثلما كانا

لقد كتمت الهوى حتى تهيمني

لا أستطيع لهذا الحب كتمانا

لا بارك الله في الدنيا إذا انقطعت

أسباب دنياك من أسباب دنيانا

كيف التلاقي ولا بالقظ محضركم

منا قريب ولا مبداك مبدانا

أبدل الليل لا تسري كواكبه

أم طال حتى حسبت النجم حيرانا

إن العيون التي في طرفها حور

قتلننا ثم لم يحيين قتلانا

يصرعن ذا اللب حتى لا حراك به

أمن آل نعم




أمن آل نعم
 عمر بن ابى ربيعة
أمــن آل نــعـــم ان غـادٍ فــمبكـــــــر .. غـــداة غـــد أم رائـــح فمهجـــــــرُ
بحـاجــــة نفس لم تقل فى جوابهـــــا .. فتبلـــغ عـــذرا و المقــالة تعـــــذرُ
تهيـــم الى نعم فلا الشمـــل جــامــع .. و لا الحبل موصول والقلب مقصرُ
ولا قرب نعم ان دنـــت لك نافــــــــع .. ولا نأيها يسلى و لا انت تصبــــــرُ
بآيــة مـــاقــالـت غــداة لقيتهــــــــــا .. بمدفـــع اكنـــان اهـــــذا المشـــهرُ
قفى فأنظــرى اسمــاءُ ه تعرفينـــــه .. أهــذا المغيـــرى الذى كان يذكــــرُ
لئن كان اياه ، فلقد حـــــال بعدنـــــا .. عن العهـد و الانسـان قد يتغيـــــــرُ
رأت رجلاً اما اذا الشمس عارضت .. فيضحـى وأما بالعشـى فيخصــــــرُ
أخـا سفـر جــواب أرضٍ تقــاذفــــت .. بــه فــلواتٌ فهــــو أشعث أغبـــــرُ
قليــل على ظهـــر المطيــــة ظلــــه .. سوى مـا نفى عنــه الرداء المحبرُ
وأعجبهـا من عيشها ظل غـرفــــةٍ .. وريــانٌ ملتف الحــدائق أخـــضــــرُ
ووالٍ كفــاها كــل شــئٍ يهمــهـــــا .. فليست لشـئ آخر الليــل تســهــــــرُ
وليلـةٍ ذى دوران جشمتنى السرى .. وقــد يجشـم الهـول المحـب المغررُ
فبت رقيبــاً على الرفـاق على شفا .. أحــاذر منهم من يطــوف و أنظــــرُ
فدل عليهـا القــلب ريا عرفتهـــــــا .. لها و هوى النفــس الذى كاد يظهرُ
فحييت اذ فاجأتهــا فتولهــــــــــــت .. وكادت بمخفوض التحية تجهــــــــرُ
وقـالت و عضـت بالبنـان فضحتنى .. وأنت أمـرؤٌ ميسور أمرك أعســــر
أريتك اذ ههنـا عليك ألم تخـــــــف .. وقيت و حولى من عــدوك حضـــرُ
فوالله مــادرى أتعجيــل حــــــــاجةٍ .. سرت بـك أم قد نــام من كنت تحذرُ
فقلت لها بل قادنى الشوق والهوى .. إليك ز ما نفس من النــاس تشعـرُ
فبت قريــر العيــن أُعطيت حاجتى .. أُقبـل فـــــاها فى الخــلاء فأكثــــــرُ
فيــالك من ليــل تقـــاصر طولـــــه .. وما كان ليلى قبل ذلك يقــــصــــــرُ
ويالك من ملهـــى هناك و مجـلس .. لنا لم يكــدره علينـــا مــكـــــــــــدرُ
يمج ذكى المسك منها مقبـــــــــــل .. نقى الثنايا ذو غـروب مــــؤشـــــرُ


الهادى آدم



الهادى آدم

 ثلاث قصائد    
 لن أموت        العروس        أغدا ألقاك
من هو  الهادي آدم 
الهادي آدم (1927 م - ديسمبر 2006 م) شاعر سوداني ولد في مدينة الهلالية في السودان تخرج في كلية دار العلوم بالجامعة المصرية وحصل علي درجة الليسانس في اللغة العربية وآدابها، وحصل علي دبلوم عال في التربية من جامعة عين شمس، ثم حصل علي الدكتوراه الفخرية من جامعة الزعيم الأزهري بالسودان وعمل معلما بوزارة التعليم بمدينة رفاعة .

قصيدة لن أموت            الهادي آدم الهادي
ماذا يكون إذا انقضى أجلي

وتوقّف الخفّـاقُ فـي صـدري
وتطلّـعتْ روحي محلّقـةً

عبر الفضاءِ تطـوف كالنسـرِ
أترى الحياةَ تظلّ صـاخبةً

وكما عهدتُ نظامَها يجـري
أم سوف تغشى الكونَ واجـفةً

تجتاحه حيناً مـن الدهـر ؟
لا شيءَ بل ستظـلّ حافلةً

بالمبهجات وكلّ مـا يُغـري
سيسير أقـوامٌ للهـوهمُ

يترقّبـون مطالـعَ الفجـر
ويردّدون اللحنَ منطلـقاً

ويفضّضـون الصبحَ للزهـر
ويظلّ يذكـرني أخـو ثقةٍ

يـرعى ودادَ الحـرِّ للحـرّ
إني لأَعرف ما يُقال غداً

ولسوف أسخـر منه في قبري
سيقال حين أموت مات وقد

أرضى (الرئيـسَ) وجاد بالعمـر
العروس            شعر الهادي آدم

أتاني صاحبي يبغي عروسا
وكنت مشيره في كل أمر

فقمت مهللا وطفقت أتلو
عليه كل عالقة بفكري

فقلت له سعاد فقال إني
بذلت لحبها روحي وعمري

سهرت الليل من شوق إليها
وطال لنجمه عدي وحصري

ولكن يا لحظي قيل لما
ذهبت أريدها خطبت لغيري

فقلت .إذن هدى ..فأجاب خلق
وتهذيب وتربية لعمري

ولكن ما لها في الحسن حظ
فهل كأس تطيب بغير خمر؟؟

فقلت إذن فزينب ذات حسن
يقلب عاشقيها فوق جمر

فقال ومايفيد الحسن ما لم
تزنه خلائق كالماءتسري

فقلت أرى لزهراء التفاتا
كظبية بانة لاحت بغفر

وأخلاقا من الانسام أحلى
ومن نغم على الأوتار يجري

فقال نعم ولكن بيت سوء
وبيت السوء بالحسناء يزري

ألم تسمع حديث الناس عنه
وعن ماضيه من قبر لقبر

فقلت وما حديث الناس إني
رأيت الحب لا يرضى بأسر

فثار مغاضبا وسكت لما
قرأت بوجهه آيات زجري

فقال أراك تعلم بالغواني
كأنك درة في كل نحر

فقلت إذن حليمة. قال قبحا
لرأيك اشتري جهلا بمهر

فما ذهبت إلى الكتاب يوما
وما قرأت ولو مقدار سطر

فقلت إذن حياة..بها بثور
وسلوى تلك قال بغير شعر

فقلت اختر إذن عشرا حسانا
وخذ من كل واحدة بقدر

وصغ منهن واحدة وخذها
إليك قرينة ما دمت تدري

أغدا ألقاك  للشاعر السوداني     الهادي آدم   
أغدا ألقاك يا خوف فؤادي من غدى

يالشوقى واحتراقي في انتظار الموعد
آه كم أخشى غدي هذا وارجوه اقترابا

كنت استدنيه لكن هبته لما أهابا
واهلت فرحة القرب به حين استجابا

هكذا احتمل العمر نعيما وعذابا
مهجة حاره وقلبا مسه الشوق فذابا

أغدا ألقاك
أنت يا جنة حبي واشتياقي وجنوني

أنت يا قِبلة روحي وانطلاقي وشجوني
أغدا تشرق أضواؤك في ليل عيوني

آه من فرحة أحلامي ومن خوف ظنوني
كم أناديك وفي لحني حنين ودعاء

يا رجائي أنا كم عذبني طول الرجاء
أنا لولا أنت لن احفل بمن راح وجاء

أنا أحيا بغدى الآن و بأحلام اللقاء
فأت أو لا تأت أو فافعل بقلبي ما تشاء

أغدا ألقاك
هذه الدنيا كتاب أنت فيه الفكر

هذه الدنيا ليالى انت فيه العمر
هذه الدنيا عيون أنت فيها البصر

هذه الدنيا سماء انت فيها القمر
فأرحم القلب الذي يصبو اليك

فغدا تملكه بين يديك
وغدا تأتلق الجنة أنهارا وظلا

وغدا نسمو فلا نعرف للغيب محلا
وغدا ننسى فلا نأسى على ماض تولى

وغدا للحاضر الزاهر نحيا ليس الا
قد يكون الغيب حلوا انما الحاضر أحلى

أغدا ألقاك


شاهد المزيد أيضا 
من فضلك . أضف  تعليقا في نهاية  الصفحة    ولا تتردد في ضغط زر المشاركة  لتفيد  غيرك
عودة الي :             تنويه   عن رحال                      الصفحة الرئيسية                          صفحات المدونة 
Creative Commons License ترخيص الاستخدام وإعادة النشر والاقتباس 
This work is licensed under a Creative Commons Attribution-ShareAlike 3.0 Unported License.

الموعد الأول




الموعد الأول
محمود درويش
شدّت على يدي
ووشوشتني كلمتين
أعزّ ما ملكته طوال يوم :
" سنلتقي غدا "
و لفّها الطريق
حلقت ذقني مرتين !
مسحت نعلي مرتين
أخذت ثوب صاحبي ... و ليرتين ...
لأشتري حلوى لها و قهوة مع حليب ! ....
وحدي على المقعد
و العاشقون يبسمون...
و خافقي يقول:
و نحن سوف نبتسم !
لعلّها قادمة على الطريق...
لعلّها سهت .
لعلّها ... لعلّها
و لم تزل دقيقتان !
النصف بعد الرابعة
النصف مر
و ساعة ... و ساعتان
و امتدت الظلال
و لم تجيء من وعدت
في النصف بعد الرابعة .


الخنساء




الخنساء
أشهر قصائد الخنساء في رثاء أخيها صخر   وفيها ..
..  وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ ** كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ

قَذىً بِعَينِكِ أَم بِالعَينِ عُوّارُ ** أَم ذَرَفَت إِذ خَلَت مِن أَهلِها الدارُ

كَأَنَّ عَيني لِذِكراهُ إِذا خَطَرَت ** فَيضٌ يَسيلُ عَلى الخَدَّينِ مِدرارُ

تَبكي لِصَخرٍ هِيَ العَبرى وَقَد وَلَهَت ** وَدونَهُ مِن جَديدِ التُربِ أَستارُ

تَبكي خُناسٌ فَما تَنفَكُّ ما عَمَرَت ** لَها عَلَيهِ رَنينٌ وَهيَ مِفتارُ

تَبكي خُناسٌ عَلى صَخرٍ وَحُقَّ لَها ** إِذ رابَها الدَهرُ إِنَّ الدَهرَ ضَرّارُ

لا بُدَّ مِن ميتَةٍ في صَرفِها عِبَرٌ ** وَالدَهرُ في صَرفِهِ حَولٌ وَأَطوارُ

قَد كانَ فيكُم أَبو عَمروٍ يَسودُكُمُ ** نِعمَ المُعَمَّمُ لِلداعينَ نَصّارُ

صُلبُ النَحيزَةِ وَهّابٌ إِذا مَنَعوا ** وَفي الحُروبِ جَريءُ الصَدرِ مِهصارُ

يا صَخرُ وَرّادَ ماءٍ قَد تَناذَرَهُ ** أَهلُ المَوارِدِ ما في وِردِهِ عارُ

مَشى السَبَنتى إِلى هَيجاءَ مُعضِلَةٍ ** لَهُ سِلاحانِ أَنيابٌ وَأَظفارُ

وَما عَجولٌ عَلى بَوٍّ تُطيفُ بِهِ ** لَها حَنينانِ إِعلانٌ وَإِسرارُ

تَرتَعُ ما رَتَعَت حَتّى إِذا اِدَّكَرَت ** فَإِنَّما هِيَ إِقبالٌ وَإِدبارُ

لا تَسمَنُ الدَهرَ في أَرضٍ وَإِن رَتَعَت ** فَإِنَّما هِيَ تَحنانٌ وَتَسجارُ

يَوماً بِأَوجَدَ مِنّي يَومَ فارَقَني ** صَخرٌ وَلِلدَهرِ إِحلاءٌ وَإِمرارُ

وَإِنَّ صَخراً لَوالِينا وَسَيِّدُنا ** وَإِنَّ صَخراً إِذا نَشتو لَنَحّارُ

وَإِنَّ صَخراً لَمِقدامٌ إِذا رَكِبوا ** وَإِنَّ صَخراً إِذا جاعوا لَعَقّارُ

 وَإِنَّ صَخراً لَتَأتَمَّ الهُداةُ بِهِ ** كَأَنَّهُ عَلَمٌ في رَأسِهِ نارُ


جَلدٌ جَميلُ المُحَيّا كامِلٌ وَرِعٌ ** وَلِلحُروبِ غَداةَ الرَوعِ مِسعارُ

حَمّالُ أَلوِيَةٍ هَبّاطُ أَودِيَةٍ ** شَهّادُ أَندِيَةٍ لِلجَيشِ جَرّارُ

نَحّارُ راغِيَةٍ مِلجاءُ طاغِيَةٍ ** فَكّاكُ عانِيَةٍ لِلعَظمِ جَبّارُ

فَقُلتُ لَمّا رَأَيتُ الدَهرَ لَيسَ لَهُ ** مُعاتِبٌ وَحدَهُ يُسدي وَنَيّارُ

لَقَد نَعى اِبنُ نَهيكٍ لي أَخا ثِقَةٍ ** كانَت تُرَجَّمُ عَنهُ قَبلُ أَخبارُ

فَبِتُّ ساهِرَةً لِلنَجمِ أَرقُبُهُ ** حَتّى أَتى دونَ غَورِ النَجمِ أَستارُ

لَم تَرَهُ جارَةٌ يَمشي بِساحَتِها ** لِريبَةٍ حينَ يُخلي بَيتَهُ الجارُ

وَلا تَراهُ وَما في البَيتِ يَأكُلُهُ ** لَكِنَّهُ بارِزٌ بِالصَحنِ مِهمارُ

وَمُطعِمُ القَومِ شَحماً عِندَ مَسغَبِهِم ** وَفي الجُدوبِ كَريمُ الجَدِّ ميسارُ

قَد كانَ خالِصَتي مِن كُلِّ ذي نَسَبٍ ** فَقَد أُصيبَ فَما لِلعَيشِ أَوطارُ

مِثلَ الرُدَينِيِّ لَم تَنفَذ شَبيبَتُهُ ** كَأَنَّهُ تَحتَ طَيِّ البُردِ أُسوارُ

جَهمُ المُحَيّا تُضيءُ اللَيلَ صورَتُهُ ** آباؤُهُ مِن طِوالِ السَمكِ أَحرارُ

مُوَرَّثُ المَجدِ مَيمونٌ نَقيبَتُهُ ** ضَخمُ الدَسيعَةِ في العَزّاءِ مِغوارُ

فَرعٌ لِفَرعٍ كَريمٍ غَيرِ مُؤتَشَبٍ ** جَلدُ المَريرَةِ عِندَ الجَمعِ فَخّارُ

في جَوفِ لَحدٍ مُقيمٌ قَد تَضَمَّنَهُ ** في رَمسِهِ مُقمَطِرّاتٌ وَأَحجارُ

طَلقُ اليَدَينِ لِفِعلِ الخَيرِ ذو فَجرٍ ** ضَخمُ الدَسيعَةِ بِالخَيراتِ أَمّارُ

لَيَبكِهِ مُقتِرٌ أَفنى حَريبَتَهُ ** دَهرٌ وَحالَفَهُ بُؤسٌ وَإِقتارُ

وَرِفقَةٌ حارَ حاديهِم بِمُهلِكَةٍ ** كَأَنَّ ظُلمَتَها في الطِخيَةِ القارُ

أَلا يَمنَعُ القَومَ إِن سالوهُ خُلعَتَهُ ** وَلا يُجاوِزُهُ بِاللَيلِ مُرّارُ


أهلا وسهلا

رحـلات وجـولات ورسائل لا تنـتهى للعقـل والـروح وأحـيانا للجـسـد عــبر نـوافــذ الادراك المعـروفـة والمجهولة تتـخطـى المكان والـزمان تـخـوض بحـار العـلم و تـكشـف أسـرار المـعرفة حربـا علـى الظــلام والتحاقا بالنـور بحـثا عـن الخيــر والجـمـال ووصــولا الى الـحـق